أنواع العدسات وإستعمالاتها

العديد من الصور التي رأيتها في معرض ما أو على صفحات الويب, واعتبرتها من روائع التصوير الفوتوغرافي هي تلك الصور التي تجعلك حقا مندهشا لجماليتها وروعتها, ولا تترك لك أية فرصة للإنتقاد ولا حتى التفوه بكلمة واحدة في حقها. لكونها تدخل الإعجاب إلى قلبك وأحساسيك العميقة. أكيد سوف تطرح أكثر من علامة إستفهام, كيف تم تصوير كل هذه الروعة والجمالية في هذه الصور؟ المسألة بسيطة للغاية, فالفضل في الأمر يعود بالدرجة الأولى إلى نوعية العدسة المستعملة في الكاميرا قصد إلتقاط تلك الصور, وليس السر في الكاميرا نفسها.

أكيد الكاميرا هي من تقوم بالتقاط الصورة, لكن العدسة تلعب دورا حاسما في إضافة تلك الجمالية عليها, لكونها تحتوى على مزيج من البلورات والزجاج اللازم لتحقيق مستوى معين من التكبير, التركيز المناسب أو الضوء الكافي الذي يعتبر في نهاية المطاف العنصر الأهم من أجل الحصول على الصورة المطلوبة.

عندما نشري كاميرا ريفلكس عادة ما تأتي مجهزة بعدسة أساسية, وهذا ما يطلق عليك الكيت Kit. العدسة الأولى التي تأتي مع الكاميرا هي مثالية بالنسبة لأي مصور مبتدئ, لأنها تساعد على التأقلم مع خصائصها وتسمح له مع مرور الوقت أن يدرك أي نوع من التصوير الفوتوغرافي يمكنه أن يمارسه, كما أنها ستعلمه ماهي الحدود التي لا يمكنها أن تتجاوزها العدسة في الحصول على صورة معينة وكيفية التخلص من هذه الحدود عبر شراء عدسة قادرة على تجاوز هذا العائق والتغلب عليه.

فيما يلي سوف أشرح لك ماهي العدسة المناسبة لأشهر أنواع التصوير الفوتوغرافي الرقمي. ففي البداية يجب أن تعي جيدا أن كل نوع من أنواع التصوير الفوتوغرافي يحتاج إلى معايير معينة ومهارات خاصة وكذلك إلى عدسات متخصصة في هذا النوع من التصوير.

ماهي العدسة المناسبة لتصوير المناظر الطبيعية أو الحياة البرية؟

جمالية المناظر الطبيعية والحياة البرية تتجلى في سعتها, لذلك لو كنت من محبي هذا النوع من التصوير الفوتوغرافي أو تود أن تكون مصورا متخصصا في هذا المجال عليك أن تقتني عدسة خاصة يطلق عليها إسم عدسة ذات الزاوية الواسعة التي تتمتع بقدرة كبيرة على إلتقاط المشاهد الواسعة. بفضل بعدها البؤري الذي يكون عادة 18mm أو أقل, كلما كان البعد البؤري صغيرا وإلا حصلنا على إتساع أكبر للمشهد أو ما يسمى بالبانوراما. لو قمت بالتصوير بعدسة 14mm فتحصل على نتائج أفضل بكثير.

ماهي العدسة المناسبة لتصوير البورتريه؟

لو كنت من محبي تصوير البورتريه فيجب عليك أن تملك على الأقل عدسة يكون بعدها البؤري 50mm كحد أدنى, كما أن العدسات التي يكون بعدها البؤري يتراوح ما بين 50mm و 70mm تمكنك أيضا من الحصول على نتائج رائعة في حالة اهتمامك بهذا النوع من التصوير.

هناك عامل أخر مهم في الحصول على صور بورتريه مميزة يجب أن تتوفر في العدسة المختارة وهو فتحة العدسة التي يجب أن تكون كبيرة أي /f أصغر قيمة ممكنة. f/3.5 يمكنها أن تنتج صور جيدة لكن لو كانت أقل فهي أفضل, مثل f/2.

كما أن يوجد نوع أخر من العدسات التي تنتج صورا مبهرة خصوصا في فن تصوير البورتريه و يطلق عليها إسم عدسات الوصل الثابت أي أن البعد البؤري فيها يكون ثابتا فهو نفسه دوما ولا يتغير أبدا.

من بين العدسات الأكثر شعبية في هذا الصنف من التصوير نجد عدسات ذات البعد البؤري 35mm و 50mm, التي تقدم صور بورتريه مذهلة نظرا لبعدها البؤري الثابت الذي يتمتع بنتائج بصرية مخصص لهذا البعد البؤري فقط, علاوة على ذلك وكقاعدة رئيسية فالعدسات ذات البعد البؤري الثابت تكون فتحتها واسعة جدا, مثل f/1.4 التي تسمح بالتقاط صور مذهلة حقا.

ماهي العدسة المناسبة لتصوير الماكرو؟

تم تصميم العديد من العدسات المتخصصة في نوع خاص جدا من التصوير المعروف بإسم الماكرو, وهو الفن الذي يهتم بتصوير الكائنات الصغيرة جدا, مثل الحشرات و والأزهار وغيرها من الأشياء الصغيرة المحيطة بنا في حياتنا اليومية. لو كنت من المنجذبين لهذا الصنف من التصوير عليك أن تمتلك عدسة متخصصة في هذا النوع وغالبا ما تكتب عليها عبارة ماكرو Macro, يكون بعدها البؤري طويلا من 70mm فما فوق. يجب أن تتمتع هذه العدسة أيضا بقابلية تركيز قوية عن قرب.

ماهي العدسة المناسبة للتصوير الرياضي والحركة؟

بشكل عام قصد التصوير الرياضي أو الحركة يجب أن تتمتع كمصور ببعض البراعة, إلى جانب استعمال عدسة ذات بعد بؤري واسع متغير, مثل العدسة 70-200mm التي تسمح للمصور التبديل السريع بين البعد البؤري القصير والطويل بسهولة تامة, وذلك اعتمادا على حركة الهدف المراد تصويره.

نصائح من أجل شرائك عدستك المقبلة:

إليك مني بعض النصائح التي يجب أن تعطيها بعض الأهمية عند إقدامك على شرائك لعدسة جديدة للكاميرا الخاصة بك:

•  إن لم تكن الكاميرا الخاصة بك تتضمن ميزة مثبت الصورة مدمج فيها, مثلا كاميرا نيكونNikon   وكانون Canon   لا تتضمنه, وأدرت أن تشتري عدسة ذات بعد بؤري طويل مثل 200mm, يجب عليك أن تتحقق من كونها تدعم مثبت الصورة أم لا, وهو عبارة عن زر صغير الذي يساعد على تقليل نسبة إهتزاز الكاميرا وبالتالي تجنب الصور تأثير التحرك أو الضبابية في صورك. في كاميرا نيكون Nikon يرمز لزر مثبت الصورة بالحرفين VR بينما يرمز له في كاميرا كانونCanon   بالحرفين IS.
• العدسات ذات البعد البؤري الواسع عادة تكون مريحة في نقلها من مكان لآخر خصوصا أثناء الخروج لتصوير المناظر الطبيعية والحياة البرية, فهذا النوع من العدسات مثل 70-200mm تمكن المصور من التقاط أنواع مختلفة من الصور دون الحاجة لتغيير العدسة في كل مرة, والإستغناء كذلك على حمل عدد كبير من العدسات في آن واحد. لكن هناك عيب واحد في هذا النوع من العدسات إلا وهو الجودة البصرية تكون ضعيفة بالمقارنة مع عدسة متخصصة في بعد بؤري واحد. على سبيل المثال عدسة 50mm تنتج نتائج بصرية مميزة جدا بالمقارنة مع عدسة 18-200mm, لهذا يجب عليك أن تختار بين الجودة البصرية للعدسة أو سهولة التنقل بالعدسة. في الواقع الفوارق البصرية لا يفرق فيما بينها إلا المصورون المحترفون, لكني أترك لك حرية الاختيار.
• هل سبق لك أن تفاجأت بعدسة كبيرة لكاميرا ريفلكس في يد سائح ما؟ وهل شعرت بالغيرة من ذلك؟ وتمنيت لو كانت لديك واحدة مثلها؟ لا تقلق فالمهم في العدسة ليس حجمها لكن المهم هو كيف ستستعملها ولأي غرض, فالعدسة الكبيرة لا تعني أنها قادرة على إنتاج صور مذهلة, بل هذا يتوقف على نوعية الصور التي تود إلتقاطها.
• ابحث دوما عن عدسة تتميز بفتحة عدسة واسعة, أكيد أن عرفت ما الهدف من هذا, إن لم تعرف سوف أخبرك, الأمر بسيط للغاية, هذا النوع من العدسات تسمح بمرور كمية مهمة من الضوء للكاميرا وبالتالي الحصول على صور نقية. عيب هذه العدسات هو سعرها المرتفع, أنصحك باستخدام عدسات تتراوح فتحتها ما بين f/3.5 و f/5.6 لكن لو كنت قادر على دفع سعر عدسة فتحتها f/2.8 أو f/1.4 لا تتردد في ذلك أبدا, لأنها سوف تدهشك بنتائجها.
• لو كان السعر هو عائقك في شراء العدسات كما أغلب المصورين الهواة, لا تركز على اقتناء عدسات من نفس ماركا الكاميرا الخاصة بك, فلو كنت تملك كاميرا نيكون Nikon  أو كانونCanon   يمكنك أن تشتري عدسات بنفس المميزات لكن بسعر أقل وذلك من خلال البحث عن أسماء لماركات مثل سيقما Sigma أو طمرون Tamron المتوفرة بأسعار في المتناول.